تعتبر الإمارات العربية المتحدة منارة الإلهام لمستقبل الرعاية الصحية. حيث يتم تصنيفها دائماً كأفضل دولة تقدم الرعاية الصحية في الشرق الأوسط، ومن بين الأفضل في العالم، كما ويعد هذا البلد الصغير نسبيًا أحد تلك الأمثلة النادرة لكيفية دمج أنظمة الرعاية الصحية الخاصة والعامة بكل سهولة، لتمكين الدولة من التعامل بسخاء ليس فقط مع الاحتياجات الطبية لمواطنيهم والسكان المقيمين من الوافدين، بل وتشجيع نشاطات السياحة العلاجية فيها.

التركيز على التميز والابتكار

في عام 2010، أعلن قادة الإمارات العربية المتحدة عن خطة رائعة للارتقاء بمستوى بلادهم بحلول عام 2021، لتتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس الدولة. ومن مبدأ التخطيط للمستقبل، فإن ما تركز عليه رؤية الإمارات 2021 هو التميز في الابتكار، والإقرار بأن دولة الإمارات العربية المتحدة ستكون مشاركة بشكل فعال في إحراز تقدماً كبيراً على مستوى العالم.

وتلا ذلك تطورات مبتكرة في مجالات الرعاية الصحية والبيئة والاقتصاد والتعليم والمجتمع، وتعمل هذه التطورات على جعل الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الدول تقدماً في العالم. وهنالك العديد من الأمثلة المذهلة لكيفية حدوث هذه التطورات، وأهمها تطوير برنامج الفضاء الإماراتي، ومع ذلك يعد نظام الرعاية الصحية في مقدمة قصص نجاح الإمارات العربية المتحدة.

عوامل نجاح قطاع الرعاية الصحية

قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين على حد سواء. فمن ناحية التعداد السكاني، فإن عدد السكان في تغيير و تزايد، لذلك ستحتاج الدولة لتحسين وتطوير خدمات الرعاية الصحية بشكل مستمر من أجل تلبية معايير أعلى وخدمة عدد أكبر من الأشخاص في المستقبل. حيث يتوقع البنك الدولي أن ينمو عدد سكان الإمارات من 9.4 مليون شخص في منتصف عام 2017 إلى ما يقرب من 11.1 مليون بحلول عام 2030، وبمتوسط عمر متوقع يبلغ 79.8 سنة.

إن التأمين الصحي إلزامي للجميع، وكما نعرف، فإن الخطة الصحية الإلزامية تزيد الطلب على توفر معايير عالية في كل من المؤسسات الخاصة والعامة على حد سواء. كما وأن المواطنين الإماراتيين مشمولين بدون تكلفة من خلال نظام” ثقة”، بينما يطلب من جميع أصحاب الشركات تقديم تأمين صحي خاص للموظفين المقيمين ومن يعولون. تعتبر الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة استثماراً ضخماً – كما جاء في دراسة حديثة لشركاء أبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الرعاية الصحية الإماراتي إلى ما يقدر ب 103 مليار درهم إماراتي بحلول عام 2021. (المصدر: bcbuae.com/state-uae-healthcare)

كيف يبدو الاستثمار في مجال الرعاية الصحية؟

تتطلب الرؤى خطوات عملية واستثمارات أساسية. لتحقيق هدفها، ركزت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات العربية المتحدة على:

رأس المال البشري: تطوير قدرات الابتكار والبحث لمقدمي الخدمات الصحية.
رأس المال المستثمر في توافر وتداول المعلومات: إنشاء منصة لتبادل المعلومات وتسهيل الوصول من قبل الشركاء المعنيين.
التمويل: استخدام الموارد بطريقة منهجية ومتطورة، وتطوير الأساليب المتنوعة لتسهيل تمويل الابتكارات الصحية.
التكنولوجيا: الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة.
الشراكات: إنشاء شراكات لدعم الابتكار والبحث
(Source: www.mohap.gov.ae/en)المصدر

عملياً، فإن هذا الاستثمار لا يشمل جلب مؤسسات متميزة في القطاع الطبي للعمل في الدولة وحسب بل يتعدى ذلك إلى العمل على توظيف الأطباء الموهوبين وخلق الفرص للعديد من الشركاء الدوليين.

أحدث المرافق والمدن الطبية

تعتبر مستشفيات الدرجة الأولى المصممة بشكل متميز مثل كليفلاند كلينك في أبوظبي جزءًا من المبادرة لتقديم خدمات رعاية صحية أفضل وفرص أسهل للوصول إلى هذه المرافق. بالإضافة إلى بناء أفضل المراكز الطبية، فتحت الإمارات العربية المتحدة عدة مدن للرعاية الصحية – مجمعات تحتوي على مجموعة كاملة من العيادات من مختلف التخصصات. كما وساعد نطاق ونوعية المرافق في تطوير البحوث الطبية لعلاج الأمراض الشائعة مثل مرض السكري والسمنة، وإنشاء أنظمة تكنولوجية متقدمة لإدارة النظام الصحي.

زيادة عدد المواهب العاملة في القطاع الطبي

سعت دولة الإمارات العربية المتحدة بنشاط إلى إقامة شراكات مميزة مع مقدمي الرعاية الصحية من أجل جذب أفضل الأطباء في العالم وهذا جزء لا يتجزأ من نجاحها. كما أدخلت المؤسسات الرائدة عالميًا مثل مستشفى مورفيلدز للعيون ومركز إمبيريال كوليدج لندن للسكري الأمر الذي أدى إلى توفير مجموعة كبيرة من المواهب والعديد من الإجراءات ذات المستوى العالمي. يتم تشجيع الأطباء الموهوبين على العيش والعمل في الإمارات العربية المتحدة من خلال التوازن بين العمل والحياة والمجتمع المتسامح والعديد من المزايا على الصعيد المالي والحصول على تأشيرات إقامة لمدة 10 سنوات للأطباء.

الابتكار والتكنولوجيا

تساهم التطورات التكنولوجية بوضوح في إنقاذ الأرواح وتحسين رفاهية المرضى، وتشمل هذه التطورات إجراء الجراحات باستخدام الروبوت أو تعزيز طرق العلاج عن بعد باستخدام العيادات الافتراضية وتعزيز أنماط الحياة الصحية من خلال التكنولوجيا الذكية للوقاية من الأمراض.

السياحة العلاجية

أطلقت إمارتي أبوظبي ودبي مواقع الكترونية تسمح للسياح بغرض العلاج إتمام اجراءات الحجز بكفاءة والوصول إلى مجموعة واسعة من خدمات السياحة العلاجية بما في ذلك الاتصال المباشر مع مقدمي الرعاية الصحية، وإصدار التأشيرات، وحجز المواعيد، والفنادق، ووسائط النقل. تعتبر هذه المواقع الإلكترونية مؤشر جودة لنظام الرعاية الصحية، على سبيل المثال، بحلول عام 2020، كانت دبي تتوقع بثقة تلبية 500000 مريض من خارج الدولة، ومن المتوقع أن تتجاوز عائدات السياحة العلاجية في الإمارات ما يقدر ب 700 مليون دولار. كل هذا جزء من صناعة مزدهرة تضع الإمارات على الخريطة.
لمزيد من المعلومات عن الرؤية الملهمة لدولة الإمارات العربية المتحدة للرعاية الصحية، قم بزيارة الموقع الإلكتروني https://www.vision2021.ae/en أو موقع وزارة الصحة ووقاية المجتمع https://www.mohap.gov.ae/en.

شارك هذه القصة ، اختر النظام الأساسي الخاص بك!